السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
موفد العربية الصحافي الفلسطيني وائل عصام يروي تفاصيل إبعاده بالقوة من قبل مسلحي حماس من قطاع غزة
2009-02-08 19:12:57
غزة-فلسطين برس- كشف الصحافي الفلسطيني وموفد قناة العربية لقطاع غزة وائل عصام " تفاصيل طرده من قطاع غزة بواسطة مسلحين من حماس، أخذوه من الفندق الذي ينزل فيه إلى معبر رفح الحدودي مع مصر.
وعبر عن أسفه وحرجه الشديد لكونه طرد من وطنه، مشيرا إلى أن أحد المسلحين أخبره -عند وصولهم إلى المعبر- بأن "خالد مشعل لا يريدك في غزة". فيما قال فوزي برهوم إن الإجراء تم من جهة رسمية وهي الشرطة الفلسطينية، ولا علاقة له بعمله الصحافي ولا بقناة "العربية" التي ينتسب إليها، ولا بطاقمها في غزة.
وانتابت حالة من الذهول والغضب وخيبة الأمل الصحافي الفلسطيني وائل عصام، موفد قناة العربية إلى قطاع غزة، عندما أجبره السبت 7-2-2009 مسلحون قالوا إنهم ينتمون إلى المباحث العامة التابعة لوزارة داخلية "حماس" في غزة على مغادرة القطاع فورا دون إبداء أي أسباب واضحة لذلك، سوى أنه غير مرغوب فيه في وطنه "غزة".
لم يكن يتخيل وائل عصام أو "مراسل الحروب" كما يسميه البعض أن يكون مصيره في وطنه مشابها لذلك المصير في بغداد، عندما سجنته الحكومة العراقية 14 يوما بحجة نشره صورا وتقارير تحرض على الإرهاب في منطقة الفلوجة، وتعمل ضد حكومة الجعفري، ومن ثم طولب بمغادرة العراق عبر مطار بغداد، بعد أن أعطي مهلة مدتها 24 ساعة للمغادرة مع الأمر بعدم دخوله إلى العراق مرة أخرى.
ويعتبر وائل عصام من مراسلي الحروب المعروفين في الوطن العربي، حيث غطى حرب يوليو/تموز التي شنتها إسرائيل على لبنان، وأيضا حرب نهر البارد، والحرب التي اندلعت في الصومال. وأخيرا كانت غزة محطته الأخيرة التي عشقها وأنتج عدة تقارير إخبارية مميزة فيها لفتت أنظار الجميع.
يروي وائل لـ"العربية.نت" الحادث الذي تعرض له فيقول "كانت الساعة الرابعة عصرا عندما جاء مسلحان يرتديان زي الشرطة الرسمي إلى فندق الديرة حيث أتواجد. عرفا نفسيهما على أنهما من جهاز الأمن والحماية التابع لداخلية حكومة حماس في غزة، برفقة شخص ثالث يعمل مسؤول أمن الفنادق في غزة، وطالباني بإحضار جواز سفري وأمتعتي فورا، ومرافقتهم لمعبر رفح البري من أجل مغادرة القطاع دون إبداء أي أسباب".
وأشار إلى أن أحد المسلحين الذين طالبوه بالمغادرة، ويعمل نقيبا في المباحث العامة، كان قد حضر إلى مكتب "العربية" في غزة قبل أربعة أيام، ولكنه كان يرتدي زيا مدنيا آنذاك، وهدده قائلا "عليك أن تغادر قطاع غزة خلال يومين".. مضيفا "أجبته أنا فلسطيني ولن أغادر غزة إلا على نقالة".
وتابع "يوم الحادث طالبني نفس الشخص بإحضار جواز سفري وأمتعتي على الفور، وعندما رفضت أن أغادر أخرج لي بطاقة تثبت أنه يعمل نقيبا في المباحث العامة، فيما أخبرني المسلح الثاني المرافق له بلهجة لا أدري إن كانت ساخرة أم حقيقة.. خالد مشعل لا يريدك في غزة".
"لدينا أوامر بمغادرتك"
ويقول وائل "أيقنت أن الموضوع جدي، ويبدو أن لديهم أوامر أن أغادر وطني.. لا أعرف من أصدر تلك الأوامر، ولكن على الأقل هذا ما أخبروني به عندما وصلنا لمعبر رفح البري جنوب قطاع غزة، حيث بدا المسلحون ودودين نوعا ما معي، وقالوا نحن لا نعرفك وليس لدينا أي شيء تجاهك، ولكن هي أوامر تلقيناها بأن عليك مغادرة القطاع".
ويتابع وائل "لا أجد كلمات أرد بها ولكن أنا مقهور جدا.. كنت قد انتهيت من عملي في غزة وكانت لدي رغبة شديدة أن أبقى عدة أيام ألتقي فيها بأصدقاء فلسطينيين وعراقيين في غزة.. لا أصدق أن ما حدث معي في العراق عندما منعت من البقاء فيه وهو وطني الثاني قد تكرر معي الآن، ولكن هذه المرة منعت من البقاء في وطني الأصلي فلسطين".
وعبر وائل عن أسفه الشديد وعن جرح عميق أصابه لما تعرض له، مشددا على أنه مواطن فلسطيني يحب المقاومة قبل أن يكون صحفيا جاء إلى غزة لتغطية العدوان الإسرائيلي الذي شنته إسرائيل عليها في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويقول "أشعر بجرح كبير.. أكاد أصاب بعقدة نفسية.. أنا طردت من أهم بلدين في حياتي.. وطني الحقيقي فلسطين وبلدي الثاني العراق، الذي قضيت فيه أكثر من عشر سنوات أمارس فيه مهمتي كصحفي هناك".
وفي تعليقه على ما حدث يقول نخلة الحاج، مدير الإعداد والبرامج في قناة العربية الفضائية، إن وائل عمليا كان قد أنهى عمله في قطاع غزة، وكانت لديه رغبة في المكوث لعدة أيام يقضي فيها إجازة في وطنه.
وتابع لـ"العربية.نت" مستغربا "كيف يطرد فلسطيني من وطنه.. وائل استغرب أن يطرد من بلده بعد أن أنهى عمله". وأضاف الحاج أن "فوزي برهوم خرج على قناة العربية الفضائية، يقول إن الإجراء الذي اتخذ مع وائل لا علاقة له بقناة العربية ولا بأدائه كصحفي.. كيف يمكن أن يطردوا فلسطينيا من بلده.. لا أستطيع أن أفهم".
برهوم: إجراء رسمي
من جانبه أكد فوزي برهوم لـ"العربية.نت" أن الإجراء الذي تم مع الصحافي وائل هو إجراء رسمي قامت به الشرطة الفلسطينية في غزة، وليس إجراء من جهة مسلحة ليس لها علاقة بالنظام ولا بالقانون.
وشدد على أن الموضوع لا علاقة له بقناة العربية الفضائية، ولا بطاقم القناة في قطاع غزة، ولا بالإعلام، بقدر ما هو منوط بنشاط للشرطة الفلسطينية ووزارة الداخلية في قطاع غزة.
وأكد على أنهم في حركة حماس سيستفسرون من الشرطة الفلسطينية عن سبب هذا الإجراء، مضيفا "قد يكون للشرطة تفسيراتها في هذا الأمر، ولكن أنا ليس لدي تفاصيل حول الموضوع، فنحن لا نتدخل بعمل الشرطة في غزة".
وائل عصام لاجئ فلسطيني من طيرة اللد المحتلة عام 1948 وسط إسرائيل. هاجر أهله عام 48 إلى الضفة المحتلة ومن ثم غادر بعضهم إلى مصر، فيما توجه آخرون إلى الأردن وبعضهم إلى الكويت وقطر، ولكن والديه استقرا في قطر عام 1967 وتنقل بين المنافي كبقية شعبه.
وعن تجربته وسبب طرده من بغداد يقول وائل "أهم مرحلة في حياتي كانت في بغداد، وقد سجنتني السلطات العراقية لمدة أسبوعين بتهمة التحريض على الإرهاب وبث صور وتقارير تحرض على العنف والإرهاب"، قائلا "التهمة وجهت لي بعد أن قمت بإعداد فيلم جمهورية الفلوجة، وقمت بتغطية معركة الفلوجة الأولى والثانية".
ويضيف وجهت لي تهمة رسمية وخرجت بريئا منها، وتعرضت للمحاكمة، ولكن المحاكمة جمدت فيما بعد.. المثير للضحك أنه على الرغم من أنني خرجت بريئا من التهم التي وجهت لي، إلا أن "صولان" وزير الداخلية آنذاك في ظل حكومة الجعفري أصدر قرارا رسميا بإبعادي، بنفس الطريقة التي أبعدت فيها من وطني".
ولكن الفرق -حسب وائل- أنه عندما أبعد من بغداد أمهلته السلطات العراقية 24 ساعة لمغادرتها وحده ومن دون مسلحين، فيما خرج من قطاع غزة برفقة مسلحين اقتادوه وأجبروه على المغادرة إلى معبر رفح
موفد العربية الصحافي الفلسطيني وائل عصام يروي تفاصيل إبعاده بالقوة من قبل مسلحي حماس من قطاع غزة
2009-02-08 19:12:57
غزة-فلسطين برس- كشف الصحافي الفلسطيني وموفد قناة العربية لقطاع غزة وائل عصام " تفاصيل طرده من قطاع غزة بواسطة مسلحين من حماس، أخذوه من الفندق الذي ينزل فيه إلى معبر رفح الحدودي مع مصر.
وعبر عن أسفه وحرجه الشديد لكونه طرد من وطنه، مشيرا إلى أن أحد المسلحين أخبره -عند وصولهم إلى المعبر- بأن "خالد مشعل لا يريدك في غزة". فيما قال فوزي برهوم إن الإجراء تم من جهة رسمية وهي الشرطة الفلسطينية، ولا علاقة له بعمله الصحافي ولا بقناة "العربية" التي ينتسب إليها، ولا بطاقمها في غزة.
وانتابت حالة من الذهول والغضب وخيبة الأمل الصحافي الفلسطيني وائل عصام، موفد قناة العربية إلى قطاع غزة، عندما أجبره السبت 7-2-2009 مسلحون قالوا إنهم ينتمون إلى المباحث العامة التابعة لوزارة داخلية "حماس" في غزة على مغادرة القطاع فورا دون إبداء أي أسباب واضحة لذلك، سوى أنه غير مرغوب فيه في وطنه "غزة".
لم يكن يتخيل وائل عصام أو "مراسل الحروب" كما يسميه البعض أن يكون مصيره في وطنه مشابها لذلك المصير في بغداد، عندما سجنته الحكومة العراقية 14 يوما بحجة نشره صورا وتقارير تحرض على الإرهاب في منطقة الفلوجة، وتعمل ضد حكومة الجعفري، ومن ثم طولب بمغادرة العراق عبر مطار بغداد، بعد أن أعطي مهلة مدتها 24 ساعة للمغادرة مع الأمر بعدم دخوله إلى العراق مرة أخرى.
ويعتبر وائل عصام من مراسلي الحروب المعروفين في الوطن العربي، حيث غطى حرب يوليو/تموز التي شنتها إسرائيل على لبنان، وأيضا حرب نهر البارد، والحرب التي اندلعت في الصومال. وأخيرا كانت غزة محطته الأخيرة التي عشقها وأنتج عدة تقارير إخبارية مميزة فيها لفتت أنظار الجميع.
يروي وائل لـ"العربية.نت" الحادث الذي تعرض له فيقول "كانت الساعة الرابعة عصرا عندما جاء مسلحان يرتديان زي الشرطة الرسمي إلى فندق الديرة حيث أتواجد. عرفا نفسيهما على أنهما من جهاز الأمن والحماية التابع لداخلية حكومة حماس في غزة، برفقة شخص ثالث يعمل مسؤول أمن الفنادق في غزة، وطالباني بإحضار جواز سفري وأمتعتي فورا، ومرافقتهم لمعبر رفح البري من أجل مغادرة القطاع دون إبداء أي أسباب".
وأشار إلى أن أحد المسلحين الذين طالبوه بالمغادرة، ويعمل نقيبا في المباحث العامة، كان قد حضر إلى مكتب "العربية" في غزة قبل أربعة أيام، ولكنه كان يرتدي زيا مدنيا آنذاك، وهدده قائلا "عليك أن تغادر قطاع غزة خلال يومين".. مضيفا "أجبته أنا فلسطيني ولن أغادر غزة إلا على نقالة".
وتابع "يوم الحادث طالبني نفس الشخص بإحضار جواز سفري وأمتعتي على الفور، وعندما رفضت أن أغادر أخرج لي بطاقة تثبت أنه يعمل نقيبا في المباحث العامة، فيما أخبرني المسلح الثاني المرافق له بلهجة لا أدري إن كانت ساخرة أم حقيقة.. خالد مشعل لا يريدك في غزة".
"لدينا أوامر بمغادرتك"
ويقول وائل "أيقنت أن الموضوع جدي، ويبدو أن لديهم أوامر أن أغادر وطني.. لا أعرف من أصدر تلك الأوامر، ولكن على الأقل هذا ما أخبروني به عندما وصلنا لمعبر رفح البري جنوب قطاع غزة، حيث بدا المسلحون ودودين نوعا ما معي، وقالوا نحن لا نعرفك وليس لدينا أي شيء تجاهك، ولكن هي أوامر تلقيناها بأن عليك مغادرة القطاع".
ويتابع وائل "لا أجد كلمات أرد بها ولكن أنا مقهور جدا.. كنت قد انتهيت من عملي في غزة وكانت لدي رغبة شديدة أن أبقى عدة أيام ألتقي فيها بأصدقاء فلسطينيين وعراقيين في غزة.. لا أصدق أن ما حدث معي في العراق عندما منعت من البقاء فيه وهو وطني الثاني قد تكرر معي الآن، ولكن هذه المرة منعت من البقاء في وطني الأصلي فلسطين".
وعبر وائل عن أسفه الشديد وعن جرح عميق أصابه لما تعرض له، مشددا على أنه مواطن فلسطيني يحب المقاومة قبل أن يكون صحفيا جاء إلى غزة لتغطية العدوان الإسرائيلي الذي شنته إسرائيل عليها في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ويقول "أشعر بجرح كبير.. أكاد أصاب بعقدة نفسية.. أنا طردت من أهم بلدين في حياتي.. وطني الحقيقي فلسطين وبلدي الثاني العراق، الذي قضيت فيه أكثر من عشر سنوات أمارس فيه مهمتي كصحفي هناك".
وفي تعليقه على ما حدث يقول نخلة الحاج، مدير الإعداد والبرامج في قناة العربية الفضائية، إن وائل عمليا كان قد أنهى عمله في قطاع غزة، وكانت لديه رغبة في المكوث لعدة أيام يقضي فيها إجازة في وطنه.
وتابع لـ"العربية.نت" مستغربا "كيف يطرد فلسطيني من وطنه.. وائل استغرب أن يطرد من بلده بعد أن أنهى عمله". وأضاف الحاج أن "فوزي برهوم خرج على قناة العربية الفضائية، يقول إن الإجراء الذي اتخذ مع وائل لا علاقة له بقناة العربية ولا بأدائه كصحفي.. كيف يمكن أن يطردوا فلسطينيا من بلده.. لا أستطيع أن أفهم".
برهوم: إجراء رسمي
من جانبه أكد فوزي برهوم لـ"العربية.نت" أن الإجراء الذي تم مع الصحافي وائل هو إجراء رسمي قامت به الشرطة الفلسطينية في غزة، وليس إجراء من جهة مسلحة ليس لها علاقة بالنظام ولا بالقانون.
وشدد على أن الموضوع لا علاقة له بقناة العربية الفضائية، ولا بطاقم القناة في قطاع غزة، ولا بالإعلام، بقدر ما هو منوط بنشاط للشرطة الفلسطينية ووزارة الداخلية في قطاع غزة.
وأكد على أنهم في حركة حماس سيستفسرون من الشرطة الفلسطينية عن سبب هذا الإجراء، مضيفا "قد يكون للشرطة تفسيراتها في هذا الأمر، ولكن أنا ليس لدي تفاصيل حول الموضوع، فنحن لا نتدخل بعمل الشرطة في غزة".
وائل عصام لاجئ فلسطيني من طيرة اللد المحتلة عام 1948 وسط إسرائيل. هاجر أهله عام 48 إلى الضفة المحتلة ومن ثم غادر بعضهم إلى مصر، فيما توجه آخرون إلى الأردن وبعضهم إلى الكويت وقطر، ولكن والديه استقرا في قطر عام 1967 وتنقل بين المنافي كبقية شعبه.
وعن تجربته وسبب طرده من بغداد يقول وائل "أهم مرحلة في حياتي كانت في بغداد، وقد سجنتني السلطات العراقية لمدة أسبوعين بتهمة التحريض على الإرهاب وبث صور وتقارير تحرض على العنف والإرهاب"، قائلا "التهمة وجهت لي بعد أن قمت بإعداد فيلم جمهورية الفلوجة، وقمت بتغطية معركة الفلوجة الأولى والثانية".
ويضيف وجهت لي تهمة رسمية وخرجت بريئا منها، وتعرضت للمحاكمة، ولكن المحاكمة جمدت فيما بعد.. المثير للضحك أنه على الرغم من أنني خرجت بريئا من التهم التي وجهت لي، إلا أن "صولان" وزير الداخلية آنذاك في ظل حكومة الجعفري أصدر قرارا رسميا بإبعادي، بنفس الطريقة التي أبعدت فيها من وطني".
ولكن الفرق -حسب وائل- أنه عندما أبعد من بغداد أمهلته السلطات العراقية 24 ساعة لمغادرتها وحده ومن دون مسلحين، فيما خرج من قطاع غزة برفقة مسلحين اقتادوه وأجبروه على المغادرة إلى معبر رفح