بقلم ابن القدس ا.د/ سري نسيبة الذي تكلم حين عجزت ألسن الآخرين, والذي تحرك حين تجمدت ايدي وارجل الاخرين.
لقد اثبتت تجارب الشعوب التي تمر بمحن تطيح بمجمل تكتيكاتها وأطروحتها في دروب الخلاص والبناء وعندما يضيق بها الافق, ان ثمة رجالا يضيئون الشموع في حلكة السواد,نعم هكذا قرأنا وتثقفنا وطنياً ونجحنا في فترات غير بسيطة بذلك, اذ نهض من بين صفوف الشتات والضياع والتشرد الفلسطيني رجال قالوا كلماتهم وفعلوا فعلهم, قرأوا وخاطبوا القطاعات الشعبية وتلقوا سيل الاقتراحات والافكار من كل فئات وقطاعات الجماهير الفلسطينية والعربية والدولية ، وبالنتيجة وضعوا رؤية وطنية وساروا وفقها, أخطأوا وأصابوا ومن بعد عدلوا والغوا وأضافوا, هذه كانت مصطلحات العمل الوطني وضمن هذا المنطلق والفهم كانت تسير الأمور وتصاغ الأجندات الوطنية ، فكنا بذلك اكثر اقناعاً واكثر تأثيراً وبالنتيجة اكثر نجاحا وانجازا. حتى اصابنا ما أصاب من خراب الذهن وحمى قلة الاصغاء لبعضنا مع سماعنا الكثير لغيرنا والمقصود بالغير هنا سيل جموع الطامعين القديم منهم والحديث فاصبحنا نعرف بعضنا ونتعرف لبعضنا بحسب ما يملى علينا, على ان ما يجمعنا في اننا بكل اطيافنا والواننا شيء واحد هو خلو ايدينا من الاستراتيجيات والتكتيكات الوطنية الناتجة عن تحليل واقعي وسليم والناجمة عن عدم تغييب وتخوين الاخر, فنحن لا نسمع الا لغطاًً يحمل البعد الشخصي في اكثره ويعتمد ردة الفعل في كله, اذ لا يكاد اليوم يجتمع منا اثنان على فكرة او طرح, فالكل متمسمر ومتصلب برأيه.
وكنت قبل فترة ليست ببعيدة اتساءل هل شاخت عقولنا؟ هل عرفنا الافلاس حقاً؟ وبالنتيجة هل نحن بحاجة لقراءة وتحليل الغير؟ هل نحن بحاجة لحضن اخر غير الوطن ليجمعنا؟ لا أخفيكم بأني بدأت بالاقتناع اننا كذلك مع كل مارافق مثل هذا الشعور من الم وصيحات ودموع صارخة ومع سيل من الاسئلة كنت اسألها لنفسي على الدوام أيعقل حقاً ان نكون كذلك؟ لقد عذبتني الإجابة على هذه التساؤلات ولكنني خرجت بعد معاناة وطول تأمل وتفكير باجابة انعشت روحي وقلبي هي لا والف لا ، وشعرت بان الوطن كله ابتسم بعد ان عرف البكاء والعويل, وانتابني شعور بأن هذه الارض لم تكن ولن تكون عاقراً, كان هذا الصوت وهذا القَلم لابن القدس أ.د. سري نسيبة الذي تكلم حين عجزت ألسن الآخرين, والذي تحرك حين تجمدت ايدي وارجل الاخرين, وتقدم بتحليل دقيق للوضع الراهن الناتج عن قراءته بل ومعاصرته لمجمل أطروحات وتكتيكات العمل الوطني, فكان الأقدر على وصف وتشخيص المرض وبالنتيجة هو الاقدر على ان يرشدنا الى طرق العلاج واقول هنا طرق لا طريقة عطفاً على مايملأ هذا الرجل من الأمل الكبير بانه لايزال لدى الشعب الفلسطيني فرص عدة لالتقاط المبادرة واعادة قراءة الواقع القراءة السليمة والتي لاتعرف إنكار الأخطاء ، كما لا تعرف الخجل من القول بفشل المنهجية التفاوضية المتبعة منذ امد غير قليل.
لقد ادركت ان الرجل اراد القول من خلال ما كتب وخطب, بأن على الجماهير الفلسطينية اعادة دورها المركزي على الساحة النضالية, وان هذه الجماهير هي التي ستكون المحرك لاولياتها الوطنية التحررية مع اشارتنا هنا الى انه من اجل الوصول الى ذلك, يجب ان يسبق هذا التحرك, خطى اخرى ملقاة على عاتق النخبة الاكاديمية والثقافية , اذ لا يعقل استمرار تغييب هذا القطاع المحوري في ظل الظروف العصيبة والمفصلية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لهجمة شرسة تستهدف أرضه ووجوده ومقدساته, بل لابد أن يكون لهذه الشريحة الريادية موقف ورأي نابع من رؤية تحليلية معمقة ونقاش موضوعي ملتزم لصياغة استراتيجية وطنية شاملة تراعي الصعوبات وتجند وتوجه الامكانات ، وألفت هنا إلى انه من الأيسر العمل الفوري على ذلك, اذ لاتزال هذه الشريحة تنال ثقة الشارع الفلسطيني كما انه لم تلطخ ادمغتها بغبار الصراع الهدام الدائر في هذه الأوقات.
وأود وكنتيجة لرؤيتي هذه أن أوجه نداءً إلى هذه الشريحة بضرورة التحرك الفوري كل في موقعه, وكل بعطائه, اذ إن استمرار الانكفاء على الذات وتغير الاولويات لا يقود الا الى الدمار والخراب ، وبالنتيجة التغييب والتلاشي للكل الفلسطيني ، وثقتي عالية بإمكان النجاح لما اوردته من اسباب وايضاً لسبق التجربة , بعظم نتائج تحرك مثل هذه الشريحة كما كانت في مطلع الستينيات من القرن المنصرم، ستينيات الثورة والإبداع وحصد الإنجازات عصر الخطى الابداعية والأطروحات الواقعية, وتبعها تحرك اخر لهذه الشريحة في مطلع الانتفاضة الاولى انتفاضة الحجارة التي لولا تغذية هذه الشريحة وصدارتها لها لما عرفت الاستمرار والنجاح , حيث إن فرساننا الأكاديميين هم المنارة لهذا الشعب ، ويستطيعون المحافظة على الاتجاه الصحيح للبوصلة دون الغرق في الوحل الذي وصلنا له من خلال عدم سيطرتنا على البوصلة بالشكل المطلوب , فالحكمة تقول اذا لم يكن لك استراتيجية او برنامج فأنت بالتأكيد جزء من استراتيجية او برنامج الآخرين, وتقول الحكمة ايضاً ان الطبيعة بطبيعتها لاتقبل الفراغ بل توجد من يملأ الفراغ بالتأكيد, وانا أخاطبكم من قلب مجروح ان لا تخلوا ساحة المعركة وعليكم ان لا تتركوا الفعل القادر على خلق التأثير في الجوهر لاننا كفلسطينيين علينا واجبات كثيرة تجعلنا اكثر تأثيراً بها من الاخرين .
وختام القول انه لن ترحمنا اجيالنا القادمة ما لم نكن على قدر مسؤوليتنا الوطنية العظيمة, اذ لاعذر لنا بعد ادراكنا ان مرض الفشل الذي نحن به يتوافر له مصل العلاج الشافي اذا ما فضلنا الموت على تناوله لنستمر بالحياة.
لقد اثبتت تجارب الشعوب التي تمر بمحن تطيح بمجمل تكتيكاتها وأطروحتها في دروب الخلاص والبناء وعندما يضيق بها الافق, ان ثمة رجالا يضيئون الشموع في حلكة السواد,نعم هكذا قرأنا وتثقفنا وطنياً ونجحنا في فترات غير بسيطة بذلك, اذ نهض من بين صفوف الشتات والضياع والتشرد الفلسطيني رجال قالوا كلماتهم وفعلوا فعلهم, قرأوا وخاطبوا القطاعات الشعبية وتلقوا سيل الاقتراحات والافكار من كل فئات وقطاعات الجماهير الفلسطينية والعربية والدولية ، وبالنتيجة وضعوا رؤية وطنية وساروا وفقها, أخطأوا وأصابوا ومن بعد عدلوا والغوا وأضافوا, هذه كانت مصطلحات العمل الوطني وضمن هذا المنطلق والفهم كانت تسير الأمور وتصاغ الأجندات الوطنية ، فكنا بذلك اكثر اقناعاً واكثر تأثيراً وبالنتيجة اكثر نجاحا وانجازا. حتى اصابنا ما أصاب من خراب الذهن وحمى قلة الاصغاء لبعضنا مع سماعنا الكثير لغيرنا والمقصود بالغير هنا سيل جموع الطامعين القديم منهم والحديث فاصبحنا نعرف بعضنا ونتعرف لبعضنا بحسب ما يملى علينا, على ان ما يجمعنا في اننا بكل اطيافنا والواننا شيء واحد هو خلو ايدينا من الاستراتيجيات والتكتيكات الوطنية الناتجة عن تحليل واقعي وسليم والناجمة عن عدم تغييب وتخوين الاخر, فنحن لا نسمع الا لغطاًً يحمل البعد الشخصي في اكثره ويعتمد ردة الفعل في كله, اذ لا يكاد اليوم يجتمع منا اثنان على فكرة او طرح, فالكل متمسمر ومتصلب برأيه.
وكنت قبل فترة ليست ببعيدة اتساءل هل شاخت عقولنا؟ هل عرفنا الافلاس حقاً؟ وبالنتيجة هل نحن بحاجة لقراءة وتحليل الغير؟ هل نحن بحاجة لحضن اخر غير الوطن ليجمعنا؟ لا أخفيكم بأني بدأت بالاقتناع اننا كذلك مع كل مارافق مثل هذا الشعور من الم وصيحات ودموع صارخة ومع سيل من الاسئلة كنت اسألها لنفسي على الدوام أيعقل حقاً ان نكون كذلك؟ لقد عذبتني الإجابة على هذه التساؤلات ولكنني خرجت بعد معاناة وطول تأمل وتفكير باجابة انعشت روحي وقلبي هي لا والف لا ، وشعرت بان الوطن كله ابتسم بعد ان عرف البكاء والعويل, وانتابني شعور بأن هذه الارض لم تكن ولن تكون عاقراً, كان هذا الصوت وهذا القَلم لابن القدس أ.د. سري نسيبة الذي تكلم حين عجزت ألسن الآخرين, والذي تحرك حين تجمدت ايدي وارجل الاخرين, وتقدم بتحليل دقيق للوضع الراهن الناتج عن قراءته بل ومعاصرته لمجمل أطروحات وتكتيكات العمل الوطني, فكان الأقدر على وصف وتشخيص المرض وبالنتيجة هو الاقدر على ان يرشدنا الى طرق العلاج واقول هنا طرق لا طريقة عطفاً على مايملأ هذا الرجل من الأمل الكبير بانه لايزال لدى الشعب الفلسطيني فرص عدة لالتقاط المبادرة واعادة قراءة الواقع القراءة السليمة والتي لاتعرف إنكار الأخطاء ، كما لا تعرف الخجل من القول بفشل المنهجية التفاوضية المتبعة منذ امد غير قليل.
لقد ادركت ان الرجل اراد القول من خلال ما كتب وخطب, بأن على الجماهير الفلسطينية اعادة دورها المركزي على الساحة النضالية, وان هذه الجماهير هي التي ستكون المحرك لاولياتها الوطنية التحررية مع اشارتنا هنا الى انه من اجل الوصول الى ذلك, يجب ان يسبق هذا التحرك, خطى اخرى ملقاة على عاتق النخبة الاكاديمية والثقافية , اذ لا يعقل استمرار تغييب هذا القطاع المحوري في ظل الظروف العصيبة والمفصلية التي يمر بها شعبنا الفلسطيني الذي يتعرض لهجمة شرسة تستهدف أرضه ووجوده ومقدساته, بل لابد أن يكون لهذه الشريحة الريادية موقف ورأي نابع من رؤية تحليلية معمقة ونقاش موضوعي ملتزم لصياغة استراتيجية وطنية شاملة تراعي الصعوبات وتجند وتوجه الامكانات ، وألفت هنا إلى انه من الأيسر العمل الفوري على ذلك, اذ لاتزال هذه الشريحة تنال ثقة الشارع الفلسطيني كما انه لم تلطخ ادمغتها بغبار الصراع الهدام الدائر في هذه الأوقات.
وأود وكنتيجة لرؤيتي هذه أن أوجه نداءً إلى هذه الشريحة بضرورة التحرك الفوري كل في موقعه, وكل بعطائه, اذ إن استمرار الانكفاء على الذات وتغير الاولويات لا يقود الا الى الدمار والخراب ، وبالنتيجة التغييب والتلاشي للكل الفلسطيني ، وثقتي عالية بإمكان النجاح لما اوردته من اسباب وايضاً لسبق التجربة , بعظم نتائج تحرك مثل هذه الشريحة كما كانت في مطلع الستينيات من القرن المنصرم، ستينيات الثورة والإبداع وحصد الإنجازات عصر الخطى الابداعية والأطروحات الواقعية, وتبعها تحرك اخر لهذه الشريحة في مطلع الانتفاضة الاولى انتفاضة الحجارة التي لولا تغذية هذه الشريحة وصدارتها لها لما عرفت الاستمرار والنجاح , حيث إن فرساننا الأكاديميين هم المنارة لهذا الشعب ، ويستطيعون المحافظة على الاتجاه الصحيح للبوصلة دون الغرق في الوحل الذي وصلنا له من خلال عدم سيطرتنا على البوصلة بالشكل المطلوب , فالحكمة تقول اذا لم يكن لك استراتيجية او برنامج فأنت بالتأكيد جزء من استراتيجية او برنامج الآخرين, وتقول الحكمة ايضاً ان الطبيعة بطبيعتها لاتقبل الفراغ بل توجد من يملأ الفراغ بالتأكيد, وانا أخاطبكم من قلب مجروح ان لا تخلوا ساحة المعركة وعليكم ان لا تتركوا الفعل القادر على خلق التأثير في الجوهر لاننا كفلسطينيين علينا واجبات كثيرة تجعلنا اكثر تأثيراً بها من الاخرين .
وختام القول انه لن ترحمنا اجيالنا القادمة ما لم نكن على قدر مسؤوليتنا الوطنية العظيمة, اذ لاعذر لنا بعد ادراكنا ان مرض الفشل الذي نحن به يتوافر له مصل العلاج الشافي اذا ما فضلنا الموت على تناوله لنستمر بالحياة.